عن كتاب : الـشـعـريـة الـعـراقـيـة.. اسـئـلـة ومـقـتـرحـات لـلـقـراءة

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
21/02/2010 06:00 AM
GMT



ضمن اشتغالات بحثه المتواصل عن التجارب الأدبية والإجراءات التي لها علاقة بالنص والناص كمنجز إبداعي، وفي زاوية جديدة من منعطفات الأدب العراقي ، وتحديدا في منطقة الشعر، أنجز الشاعر والناقد (علي حسن الفواز) مشروعاً ابداعياً جديداً ،هو حصيلة جهد كبير اشتغل عليه (الفواز) لتكون ثمرته مجموعة من الأسئلة والمقترحات طرحها أمام المتلقي الباحث عن حقيقة القراءة وتوازناتها بعيدا عن الانحياز لاسم معين او مدرسة معينة أو إي انتماءات أخر. فقد صدر مؤخرا كتابا نقديا جديدا للناقد الفواز عن دار الينابيع في العاصمة السورية (دمشق) وحمل عنوان (الشعرية العراقية/ أسئلة ومقترحات للقراءة ) ، وتضمن الكتاب الذي جاء بستة فصول و (252) صفحة من الحجم المتوسط، عدداً كبيراً من القراءات والأوراق النقدية لشعراء عراقيين من اجيال مختلفة. وجاء في مقدمة الكتاب : " في كتابنا حاولنا ان نلتمس الأسئلة اولاً، باعتبارها الموجّه الأساسي لمقترحات القراءة ، خاصة عند منعطفات مهمة في التجربة الريادية الشعرية وما تلاها من تجارب ، نعتقد انها توغلت اكثر وبهوس كبير ومغامر أحيانا في التجريب، بحثا عن الروح النافرة للشعر، وعن خفقاته التي لاتنتهي ، مثلما حاولنا تلمس بعض الإجراءات الشعرية ثانيا، تلك التي تمثل الفضاء الذي تمظهرت به معطيات هذه التجارب واشتغالاتها الشعرية " . فيما اشتغل الفواز في فصل الكتاب الأول على استشراف خاص للبحث عن معطيات ومظاهر لما أسسته الشعرية العراقية من علامات وما تركته من انزياحات في المشغل الشعري والنقدي ، مستشهدا ببعض التجارب والاحاديث والآراء التي طرحها الآخرون اما الفصل الثاني من الكتاب فقد تضمن ورقة نقدية عن تجربة شاعر العرب الاكبر (محمد مهدي الجواهري) حملت عنوان (مقترح توليدي للقراءة) حيث يقول في هذه الورقة " الجواهري كان متميزا في صناعة نمط سهل للتلقي ، اهتمامه بشروط المعنى ، اقترن بشروط صياغة المبنى ايضا، فهو وارث استثنائي لتاريخ البلاغة / بيانها وشجونها واثرها على صناعة القصيدة وايقاعها الصوتي .. " فيما حمل الفصل الثالث ورقتين نقديتيين عن الشاعرين الكبيرين (بدر شاكر السياب) و(محمود البريكان) وقال في ورقته التي تناول فيها تجربة (البريكان) والتي عنونها بـ (شاعر الفكرة والسؤال الفلسفي) ان اهتمام البريكان بالافكار في صناعته الشعرية يؤكد حيوية المخيلة اللغوية الحاضرة التي تنسج من الحكاية فكرة متوترة ذات بعد فلسفي/ أنساني". اما ورقته عن السياب والموسومة ( اعترافات الوجه الآخر للمرآة ) فقد قال فيها " بدر شاكر السياب ظاهرة شعرية حاضرة في الذاكرة دائما، نضعها عند كل موسم ثقافي أمام المزيد من القراءات والتأويلات والاجتهادات الجديدة، تلك التي تكشف عن مستويات قرائية أكثر إثارة للأسئلة حول شعريته وشخصيته ". بينما جاء الفصل الرابع بقراءتين نقديتين الأولى عن الشاعر الكبير (عبد الوهاب ألبياتي) وحملت العنوان (الشعراء يضعون المنافي ويستعيرون الاقنعة كثيرا ) ، والثانية عن الرائدة (نازك الملائكة) وحملت العنوان (الأثر والمحو.. ) ، وجاء في الورقة الاولى " البياتي منذ مجموعته (ملائكة وشياطين) عام 1950 اثار الانتباه الى جدّة مشروعة الشعري وتميز صوته الجديد، فهو لم ينزع الى التقليد والمباشرة الفجة، اذ حفلت قصيدته برنينها العالي وبتشكلات انفتحت فيها الجملة الشعرية على مستويات ادرك الشاعر اهمية التغيير وكسر الايهام الشعري ". فيما جاء في الورقة الثانية " نازك الملائكة مثلت نزوعا خلافيا في النظر الى مشكلات الشعر العربي البنائية، اذ عمدت الى مواجهة هذه المشكلات من منطلق معرفي ومن منطلق تأثري استجمعت له مجموعة من العوامل والافكار والتصورات التي تنظر الى الشعر على انه صناعة وعلى انه فكر ومعنى " . وتضمن الفصل الخامس عدد من الأوراق النقدية لشعراء عراقيين من الجيل الوسط منهم (علي العلاق وعبد الزهرة زكي وسركون بولص وهاتف الجنابي وشاكر لعيبي ونجم محسن ودلشاد عبد الله ورنا جعفر ياسين، وفي هذه القراءات والاوراق النقدية حاول الناقد علي حسن الفواز سبر اغوار قصائد هؤلاء الشعراء الذين تركوا بصمة في المشهد الشعري العراقي. فيما تضمن الفصل السادس قراءات واوراق نقدية لعدد من الشعراء الصعاليك منهم (جان دمو وهادي السيد ونصيف الناصري ورياض ابراهيم وحسين علي يونس وعقيل علي)، وجاء في مقدمة هذه الاوراق حديثا للناقد الفواز قال فيه " لا اظن ان ثمة تعريفا محددا لمهنة الصعلكة، او توصيفا مفهوميا او سلوكيا لهذه الوظيفة في اطار ماهو ثقافي، اذ ان الصعلوك ليس وارثا معرفيا وليس جزءا من المخيال الشعبي القريب والمتداول مثلما هو ليس الكائن الاقرب الى ابطال التراجيديات القديمة وليس هو الكائن الموصوف بالعدمية والعزلة، قدر ماهو شخصية الفقير كما تقول ادبيات اللغة، ربما اجترح لها توصيفا آخر قد ينعتها بالتمرد الواعي على نسق اجتماعي واخلاقي ومعيشي، او التورية عن موقف باطني او سري".